فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الدمياطي:

سورة الفيل مكية.
وآيها خمس.
وتقدم ضم الهاء في {عليهم} لحمزة ويعقوب وفي {ترميهم} ليعقوب كإبدال همزة {مأكول} لورش من طريقيه وأبي عمرو بخلفه وأبي جعفر ولحمزة وقفا. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الفيل:
{عليهم} طيرا، ترميهم، مأكول، لا يخفى حاله. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الفيل:
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة الفيل: آية 1]

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1)}

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التقريريّ، {كيف} اسم استفهام في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر أي فعل فعلا عظيما، {بأصحاب} متعلق بـ: {فعل}..
جملة: {لم تر...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {فعل ربّك...} في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي {تر} المعلق بالاستفهام {كيف}.

.الصرف:

{الفيل} اسم للحيوان المعروف وزنه فعل بكسر فسكون.

.الفوائد:

أصحاب الفيل:
ذكر المؤرخون وأصحاب السير، أن أبرهة بن الصباح، ملك اليمن، بنى كنيسة بصنعاء وسماها (القلّيس)، وأراد أن يصرف إليها الحاج، فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلا فخرقها، فأغضبه بذلك وقيل: أججت رفقة من العرب نارا، فحملتها الريح فأحرقتها، فحلف ليهدمن الكعبة، فخرج بالحبشة، ومعه فيل اسمه (محمود)، وكان قويا عظيما، واثنا عشر فيلا غيره. فلما جاء الجيش، خرج إليه عبد المطلب، وعرض عليه ثلث أموال تهامة ليرجع فأبى، وتوجه لهدم الكعبة. وكلما وجهوا الفيل إلى الحرم برك ولم يتزحزح، وإذا وجهوه إلى اليمن والشام هرول، فأرسل اللّه عز وجل طيرا مع كل طائر حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أصغر من الحمصة. فكان الحجر يقع على رأس الرجل فيخرج من دبره، ففروا وهلكوا، ومات أبرهة حتى انصدع صدره عن قلبه. ونجا وزيره، وطائر يحلق فوقه حتى بلغ النجاشي، فقص عليه القصة، فلما أتمها وقع عليه الحجر، فخرّ ميتا بين يديه.
والذي عليه الأكثرون من علماء السير والتواريخ وأهل التفسير، أن حادث الفيل، كان في العام الذي ولد فيه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ليكون تاريخا بارزا، وكرامة باقية للنبي صلى الله عليه وسلم.

.[سورة الفيل: الآيات 2- 5]

{أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}

.الإعراب:

(الهمزة) مثل الأولى {في تضليل} متعلق بمحذوف مفعول به ثان {عليهم} متعلق بـ: {أرسل}، {أبابيل} نعت لـ: {طيرا} منصوب، ومنع من التنوين لصيغة منتهى الجموع {بحجارة} متعلق بـ: {ترميهم}، {من سجّيل} متعلق بنعت لـ: {حجارة}، {كعصف} متعلق بمحذوف مفعول به ثان..
جملة: {لم يجعل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أرسل...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {يجعل}.
وجملة: {ترميهم...} في محلّ نصب نعت ثان لـ: {طيرا}.
وجملة: {جعلهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {أرسل}.

.الصرف:

(2) {تضليل}: مصدر قياسيّ للرباعيّ ضلّل، وزنه تفعيل.
(3) {أبابيل}: اسم جمع لا واحد له من لفظه، وقيل واحده إبّول زنة سنّور أو أبّول زنة عصفور أو إبّيل زنة سكّين أو إبّال زنة مفتاح.
(5) {عصف}: اسم لورق الزرع أو حطامه على وزن المصدر فعل بفتح فسكون.
(5) {مأكول}: اسم مفعول من الثلاثيّ أكل، وزنه مفعول.

.البلاغة:

التشبيه: في قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}.
حيث شبههم بالعصف المأكول- وهو قش البر- لخلوه من ثمره وتطايره، أو شبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزاء الروث الذي أكلته الدواب وراثته، فهو من تشبيه المحسوس بالمحسوس. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(105) سورة الفيل:
مكيّة.
وآياتها خمس.
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة الفيل: الآيات 1- 5]

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}

.اللغة:

{الْفِيلِ} حيوان من أضخم الحيوانات له خرطوم طويل يرفع به العلف والماء إلى فمه ويضرب به، ويجمع على أفيال وفيلة وفيول ومؤنثه فيلة، والفيل أيضا: الخسيس الثقيل وداء الفيل مرض يحدث منه غلظ كثيف في القدم والساق تتخلله عجر صغيرة ناتئة، والفيّال صاحب الفيل والجمع فيّالة وفال الرأي وفائله وفيله: ضعيفه والفيالة ضعف الرأي.
{تَضْلِيلٍ} ضياع وخسار وهلاك وقيل لامرئ القيس الملك الضليل لأنه ضلّل ملك أبيه أي ضيّعه.
{طَيْرًا} الطير اسم جنس يذكّر ويؤنّث، وأنشد محمد بن القاسم في تذكير الطير:
لقد تركت فؤادك مستهاما ** مطوّقة على فنن تغنّى

تميل به وتركبه بلحن ** إذا ما عنّ للمحزون أنا

فلا يغررك أيام تولّى ** بذكراها ولا طير أرنّا

{أَبابِيلَ} قال ابن خالويه: أبابيل نعت للطير أي جماعات واحدها إبّول مثل عجّول وعجاجيل، وقال أبو جعفر الرؤاسي: واحدتها إبّيل وقال آخرون: أبابيل لا واحد لها ومثلها أساطير وذهب القوم شماطيط وعبابيد وعباديد كل ذلك لم يسمع واحده وقال آخرون: واحد الأساطير أسطورة والأبيل في غير هذا الراهب والوبيل العصا يقال: رأيت أبيلا أي راهبا متكئا على وبيل يسوق أفيلا. الأفيل ولد الناقة، قال عدي:
أبلغ النعمان عنّي مالكا قول ** من خاف اظّنانا واعتذر

إنني واللّه، فاقبل حلفتي بأبيل كلما صلى جأر. وعبارة الزمخشري: أبابيل: خرائق الواحدة إبّاله وفي أمثالهم: ضغث على إبالة وهي الحزمة الكبيرة شبهت الخرقة من الطير في تضامها بالإبالة وقيل أبابيل مثل عباديد وشماطيط لا واحد لها. وفي القاموس: وأبابيل فرق جمع بلا واحد والإبالة كإجّانة ويخفف وكسكّيت وعجّول ودينار القطعة من الطير والخيل والإبل أو المتتابعة منها.
{سِجِّيلٍ} طين مطبوخ محرق كالآجر، وعبارة الزمخشري:
وسجيل كأنه علم للديوان الذي كتب فيه عذاب الكفّار كما أن سجينا علم لديوان أعمالهم كأنه قيل بحجارة من جملة العذاب المكتوب المدوّن واشتقاقه من الإسجال وهو الإرسال لأن العذاب موصوف بذلك، وأرسل عليهم طيرا، فأرسلنا عليهم الطوفان، وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما من طين مطبوخ كما يطبخ الآجر وقيل هو معرب من سنككل وقيل من شديد عذابه ورووا بيت ابن مقبل:
ضربا تواصت به الأبطال سجيلا

وإنما هو سجينا والقصيدة نونية مشهورة في ديوانه.قلت وهي قصيدة جيدة وجاء في أولها:
طاف الخيال بنا ركبا يمانينا ** ودون ليلى عواد لو تعدينا

وإن فينا صبوحا إن رأيت به ** ركبا مهيبا وآلاما هما فينا

ورفقة يضربون البيض ضاحية ** ضربا تواصت به الأبطال سجينا

وأراد بالخيال طيف محبوبته ليلى وركبا حال من ضمير بنا ويمانين جمع يمان وأصله يماني فهجرت الياء لبقاء الألف الدالّة على النسب والحال إن بيننا وبين ليلى مسافة بعيدة وعوادي عادية ثم التفت إليها وقال لو تعديتها لوجدتها كثيرة مانعة من زيارتك والحال إن فينا فرسانا مستلئمة بأسلحتها واستعار لها الصبوح وهو اسم للخمر وقت الصباح بجامع أن كلّا منها يأتي صباحا وفيه تهكم بأعدائه وركبا وإن رأيت أي إن أردت أن تعلمي به اعتراض حذف جوابه لدلالة الكلام عليه والمهيب اسم مفعول الذي تهابه الناس وتخشاه وألام جمع لأم كشجر وواحده لامة كشجرة وهي درع صغيرة تلبس في الحرب والمراد حقيقتها أو الفرسان اللابسة لها وهما أي الألام والركب فينا، ورفقة عطف على ركبا والبيض كناية عن السيوف وضاحية ظاهرة أي يضربون بها ويجوز قراءته بفتح الباء أي المغافر التي تلبس على الرءوس والمراد بها نفس الرءوس والسجين الشديد الذي يبطل حركة القتيل كأنه من السجن وهو الحبس وهكذا الرواية عن ابن مقبل وبعضهم رواه سجيلا باللام أي شديدا كأنه من التسجيل أي التقوية والتثبيت لكن القصيدة نونية كما رأيت.
وقال البخاري في صحيحه: سجين وسجيل واللام والنون أختان. ثم روى البيت.
أما ابن خالويه فزعم أن السجيل الشديد قال: وقيل حجر وطين والأصل سنك وكل فعرّب..
{عصف} العصف تقدم شرحه وهو ورق الزرع ودقاق التبن.

.الإعراب:

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ} الهمزة للاستفهام التقريري ولم حرف نفي وقلب وجزم و{تر} فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
وفيما نص عبارة ابن خالويه فهي وافية بالغرض: و{تر} وزنه من الفعل تفعل وقد حذف من آخره حرفان: الألف والهمزة فالألف سقطت للجزم وهي لام الفعل مبدلة من ياء والهمزة هي عين الفعل سقطت تخفيفا والأصل تر أي فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت ألفا لفظا وياء خطا ونقلوا فتحة الهمزة إلى الراء وأسقطوها تخفيفا لأن الماضي من ترى رأيت مهموزا والمصدر من ذلك رأيت زيدا بعيني أراه رؤية فأنا راء ووزان راء فاعل والأصل رائي فاستثقلوا الضمة على الياء المتطرفة فحذفوها فالتقى ساكنان الياء والتنوين فأسقطوا الياء لالتقاء الساكنين فصار راء مثل راع وقاض فالهمزة في راء بإزالة العين في راع فإن شئت أثبته خطا فجعلت بعد الألف ياء عوضا عن الهمزة وإن شئت كتبته بألف ولم تثبت الهمزة لأن الهمزة إذا جاءت بعد الألف تخفى وقفا فحذفوها خطا وكذلك جاء وشاء وساء ومراء جمع مرآة كل ذلك أنت فيه مخيّر في الحذف والإثبات فإذا أمرت من رأيت قلت: ريا زيد براء واحدة فإذا وقفت قلت: ره وإنما صار الأمر على حرف واحد والأصل ثلاثة لأن الهمزة سقطت تخفيفا والألف سقطت للجزم فبقي الأمر على حرف ومثله مما يعتلّ طرفاه فيبقى الأمر على حرف قول العرب: ع كلامي وش ثوبك وق زيدا ول الأمر وف بالوعد، وأصله من وفى يفي ووعى يعي ووشى يشي وولي يلي فذهبت الياء للجزم والواو لوقوعها بين ياء وكسرة فبقي الأمر على حرف، قال اللّه تعالى: {وقنا عذاب النار} والأصل اوقينا ذهبت الياء للجزم والواو لوقوعها بين كسرتين فبقيت قاف واحدة فتقول: ق يا زيد وقيا وقوا، قال اللّه تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم}، وكذلك تقول: ريا زيد وريا للاثنين وروا للجماعة وري يا هند وريا مثل المذكرين ورين يا نسوة فإذا وقفت على كل ذلك قلت عه وقه بالهاء لا غير.
و{كيف} اسم استفهام في محل نصب على المصدرية أو الحالية واختار الأول ابن هشام في المغني قال وعندي بأنها تأتي في هذا النوع مفعولا مطلقا أيضا وإن منه: {كيف فعل ربك} إذ المعنى أي فعل فعل ربك ولا يتجه فيه أن يكون حالا من الفاعل. أي وهو {ربك} لأنه يقتضي أن الفاعل وهو الرب متّصف بالكيفيات والأحوال لأن المعنى فعل ربك حال كونه على أي حالة وكيفية واتصافه بها محال والجملة المعلقة بالاستفهام سدّت مسدّ مفعولي {تر} لأن الرؤية قلبية تفيد العلم الضروري المساوي في القوة والجلاء للمشاهدة والعيان، و{بأصحاب الفيل} متعلقان بـ: {فعل}.
{أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} الهمزة للاستفهام التقريري ولم حرف نفي وقلب وجزم و{يجعل} فعل مضارع مجزوم بلم والفاعل مستتر تقديره هو يعود على اللّه تعالى و{كيدهم} مفعول به أول و{في تضليل} في موضع المفعول الثاني.
{وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبابِيلَ} الواو حرف عطف و{أرسل} عطف على {ألم يجعل} لأن الاستفهام فيه للتقرير فكان المعنى قد جعل ذلك وفاعله ضمير مستتر تقديره هو و{عليهم} متعلقان بـ: {أرسل} و{طيرا} مفعول به و{أبابيل} نعت لـ: {طيرا} لأنه اسم جمع.
{تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} الجملة نعت ثان لـ: {طيرا} و{ترميهم} فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به و{بحجارة} متعلقان بـ: {ترميهم} و{من سجّيل} نعت لـ: {حجارة}.
{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} الفاء عاطفة وجعلهم فعل ماض وفاعل مستتر والهاء مفعول به أول و{كعصف} في موضع المفعول الثاني و{مأكول} نعت لعصف.